وممَّا يلي جُدة عشر أميال (١) إِلى منتهى الحديبية (٢).
قال مالك في العتبية: والحديبية في الحرم (٣).
وهناك أعلام مبنية تدل على حدود الحرم.
فائدة:
وأول من نصب حدود الحرم إِبراهيم الخليل عليه السلام، ثم إِن قريشًا قلعوها في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاشتدَّ ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأى رجال من قريش في المنام قائلًا يقول: حرمٌ أعزكم الله به قلعتم أنصابَه! الآن تخطفكم العرب؛ فأصبحوا يتحدثون بذلك فأعادوها، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريلَ عليه السلام: هل أصابوا في ردها؟ قال جبريل: ما وضعوا منها نصبًا إِلا بيد ملَك (٤).
ثم جددها * النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك في عام الفتح، ثم جددها عمر بن
(١) انظر عن حدود الحرم (مواهب الجليل: ٣/ ١٧٠ - ١٧١). (٢) الحُدَيبية بضم الحاء وفتح الدال المهملتين وسكون الياء المثناة تحت وكسر الباء الموحدة وفتح الياء المشددة في آخرها تاء: هي أبعد أطراف الحرم عن البيت بها بئر سميت باسمها، فيها صد المشركون رسول الله عن البيت. (صبح الأعشى: ٤/ ٢٥٦). (٣) ما جاء في هذا الفصل نصه في (النوادر والزيادات: ١/ ١٨٦ أ) وعنه نقله المحب الطبري في (القِرى: ٦٠٢ - ٣٠٧). (٤) هذا الأثر أورده المحب الطبري في (القرى: ٦٠٣) وصيغته مختصرة عند ابن فرحون