وقال أبو سعيد الخدري: فضل الله: القرآن، ورحمته أن جعلهم من أهله (٤)، وعلى هذا: الباء في {بِفَضْلِ اللَّهِ} تتعلق بمحذوف يفسره ما بعده، كأنه قيل: قل (٥) فليفرحوا بفضل الله وبرحمته.
[وقوله تعالى:{فبَذَلِك}، قال الزجاج: هو بدل من قوله: {بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ}] (٦).
وقال صاحب النظم: قوله: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} يقتضي جوابًا فلم يجىء حين قال مبتدئًا: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}، وأكثر ما يجيء أن يكون المبتدأ مجملاً، ثم تجيء الترجمة والبيان بعد، وهاهنا جاءت الترجمة قبل، وجاء الإجمال بعد البيان؛ لأن قوله:{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} معروف ما هما، فلو قال نسقًا عليه {فَلْيَفْرَحُوا} لكان تامًّا مفهومًا، فلما قال:(فبذلك) أجمل به ما تقدم من الترجمة؛ لأن قوله (ذلك) يحمل ما قبله قلّ أم كثر، ذكرًا كان أم أنثى، واحداً كان أم اثنين، كما قال تعالى:{لَا فَارِضٌ}
(١) رواه ابن جرير ١١/ ١٢٥، والثعلبي ٧/ ١٧ أ، والبغوي ٤/ ١٣٨. (٢) المصادر السابقة، نفس المواضع. (٣) منهم هلال بن يساف وزيد بن أسلم وابنه وأبو العالية وسالم بن أبي الجعد والضحاك والربيع بن أنس، كما في "تفسير ابن أبي حاتم" ٦/ ١٩٥٩. (٤) رواه ابن جرير ١١/ ١٢٤، وابن أبي حاتم ٦/ ١٩٥٨، وذكره بغير سند السمرقندي ٢/ ١٠٢، والثعلبي ٧/ ١٧ أ، والبغوي ٤/ ١٣٨، وابن الجوزي ٤/ ٤٠. (٥) ساقط من (ى). (٦) ما بين المعقوفين (ى)، وانظر قول الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٥.