كتاب صحيح البخاري - ط التأصيل

٣٨ - باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها - ٣ - باب جوار أبي بكر في عهد النبي ﷺ وعقده - ج: 3 - ص: 286

الدَّغِنَةِ (١) أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: قَدْ عَلِمْتَ الَّذِي عَقَدْتُ لَكَ عَلَيْهِ، فَإِمَّا أَنْ تَقْتَصِرَ عَلَى ذَلِكَ، وَإِمَّا أَنْ تَرُدَّ إِلَيَّ ذِمَّتِي؛ فَإِنِّي لَا أُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْعَرَبُ أَنِّي أُخْفِرْتُ فِي رَجُلٍ عَقَدْتُ لَهُ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنِّي (٢) أَرُدُّ إِلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ. وَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، رَأَيتُ سَبْخَةً (٣) ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لَابَتَيْنِ"، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ (٤) مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ الْمَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، وَرَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ بَعْضُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "عَلَى رِسْلِكَ (٥)، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: هَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟! قَالَ: "نَعَمْ"، فَحَبَسَ أَبُو بَكْرٍ نَفْسَهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لِيَصحَبَهُ، وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ (٦) كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ (٧) أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ.

---

(١) عليه خف.
(٢) عليه صح صح ورقم بينهما لأبي ذر. "فَإِنِّي" ليس عليها رقم في اليونينية.
(٣) لأبي ذر وعليه صح: "سَبَخَةً".
سبخة: هي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت إلا بعض الشجر. انظر: (النهاية في غريب الحديث، مادة: سبخ)
(٤) لأبي الوقت: "وَهَاجَرَ".
(٥) على رسلك: تأن واتئد. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رسل).
(٦) راحلتين: الراحلة من الإبل: البعير القوي على الأسفار والأحمال. (انظر: النهاية في غريب الحديث، مادة: رحل).
(٧) السمر: شجر من العضاه، والعضاه: كل شجر له شوك. (انظر: غريب الحديث) للخطابي (٢/ ١٤٠).
* [٢٣٠٨] [التحفة: خ ١٦٥٥٢]