قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوحى اللهُ تعالى إلى موسى بنِ عمرانَ عليه السلامُ: أَن يا موسى، إنَّ مِن عِبادي مَن لو سأَلَني الجنةَ بحَذافيرِها لأَعطيتُه، ولو سأَلَني عِلاقَةَ سَوطٍ لم أُعطِهِ، ليسَ ذلكَ مِن هوانٍ له عليَّ، ولكنِّي أُريدُ أَن أَدخِرَ له في الآخرةِ مِن كرامَتي، وأَحميَهِ مِن الدُّنيا كما يَحمي الرَّاعي غنمَهُ مِن مَراعي السَّوءِ، يا موسى، ما أَلجأْتُ الفقراءَ إلى الأَغنياءِ أَنَّ خزائِني ضاقَتْ عَنهم وأَنَّ رَحمتي لم تسَعْهم، ولكنْ فَرضتُّ للفقراءِ في مالِ الأَغنياءِ ما يَسعُهم، أَردتُّ أَن أَبلوَ الأَغنياءَ كيفَ مُسارَعتُهم فيما فَرضتُّ للفقراءِ في أَموالِهم، يا موسى، إِن فَعلوا ذلكَ أَتممتُ عَليهم نِعمتي وأَضعفتُ لهم في
(١) هكذا ضبطها ابن ناصر الدين في «توضيح المشتبه» (٢/ ٥١٣)، وفرق - تبعاً للسمعاني - بينها وبين (الخَوَّجَاني). وفي الأصل: الجرجاني. (٢) عند الذهبي في الموضعين: أحمد بن الحسن. ولم أجد له ترجمة، وإنما وجدت باستخدام الحاسوب في بعض المواضع ذكراً لأبي سعد أحمد بن أبي الحسن الطوسي.