[الحديث الثالث والستون: سنستدرجهم من حيث لا يعلمون]
عن عقبة بن عامر ﵁، عن النبي ﷺ، قال:«إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج»، ثم تلا رسول الله ﷺ: ﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾ [الأنعام: ٤٤](١). متفق عليه.
معاني الكلمات (٢):
الكلمة … معناها
استدراج … أي: مكر منه سبحانه، قال تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: ١٨٢]، والمعنى: أخذه بتدريج واستنزال من درجة إلى أخرى، فكلما فعل معصية قابلها بنعمة، وأنساه الاستغفار، فيدنيه من العذاب قليلًا قليلًا، ثم يصبُّه عليه صبًّا.
مقيم على معاصيه … أي: عاكف عليها ملازم لها.
التعليق:
في هذا الحديث التحذير من الاغترار بالنعم مع الاستمرار على المعاصي، وبيان أن هذا استدراج، ومقدمة للأخذ على غرة، كما قيل: يستدرجهم بالنعم حتى يوقعهم بالنقم.
(١) أخرجه أحمد في مسنده (١٧٣١١)، والطبراني في الكبير برقم (٩١٣)، وفي الأوسط برقم (٩٢٧٢)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٤١٣). (٢) ينظر: فيض القدير للمناوي (١/ ٣٥٤).