ومقدماته، ويحتمل أن يبقى على عمومه بأن يقال: كتب الله على كل فرد من بني آدم صدور نفس الزنا، فمن عصمه الله عنه بفضله، صدر عنه من مقدماته الظاهرة، ومن عصمه بمزيد فضله، ورحمته عن صدور مقدماته، وهم خواص عباده صدر عنه لا محالة بمقتضى الجبلة مقدماته الباطنة (١)، وهي تمني النفس، واشتهاؤها).
وقال المناوي ﵀(٢): (شبه صورةَ حالةِ الإنسان -من إرسال الطرف الذي هو رائد القلب إلى النظر إلى المحارم، وإصغائه بالأذن إلى السماع، ثم انبعاث القلب إلى الاشتهاء والتمني، ثم استدعائه منه، فصار ما يشتهي ويتمنى باستعمال الرجلين في المشي، واليدين في البطش، والفرج في تحقيق مشتهاه، فإذا مضى الإنسان على ما استدعاه القلب حقق متمنَّاه، فإذا امتنع من ذلك خيبه فيه- بحال رجل يخبره صاحبه بما يزينه له ويغويه عليه، فهو إما يصدقه ويمضي على ما أراده منه أو يكذبه، ثم استعمل في حال المشبَّه ما كان مستعملًا في جانب المشبه به من التصديق والتكذيب؛ ليكون قرينة للتمثيل أو الإسناد في قوله:«والفرْجُ يُصدِّقُ ذلك ويكذِّبه»، مجازي لأنَّ الحقيقي هو أن يسند للإنسان فأسند إلى الفرج، لأنه مصدر الفعل والسبب الأقوى.