ولا أبالي … كأنه قال: لا يشتغل بالي بهذا الأمر، لأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل، والمعنى: ولا أتعظَّم على مغفرتك، وإن كانت ذنوبُك كثيرةً.
عنان السماء … العنان: السحاب، أي: ما ظهر منها، أو ما عنَّ لك فيها.
بقراب الأرض … ما يقارب مِلْأَها، وقيل: ملؤها وهو أشبه، لأن الكلام في سياق المبالغة، ومثله طباقُها وطلاعُها.
التعليق:
تضمن هذا الحديث العظيم ثلاثة أسباب للمغفرة:
السبب الأول: الدعاء مع الرجاء.
السبب الثاني: الاستغفار.
السبب الثالث: التوحيد والبراءة من الشرك.
قال ابن رجب ﵀(١): (فقد تضمن حديث أنس المبدوء بذكره أن هذه الأسباب الثلاثة يحصل بها المغفرة:
أحدها: الدعاء مع الرجاء:
فإن الدعاء مأمور به، وموعود عليه بالإجابة، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠].
وفي السنن الأربعة عن النعمان بن بشير ﵁، عن النبي ﷺ، قال:«إن الدعاء هو العبادة» (٢)، ثم تلا هذه الآية.
(١) ينظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب (٢/ ٤٠٢ - ٤١٨) باختصار. (٢) أخرجه أبو داود برقم (١٤٧٩)، والترمذي برقم (٢٩٦٩)، وابن ماجه برقم (٣٨٢٨)، وأحمد في المسند برقم (١٨٣٥٢) عن النعمان بن بشير ﵁، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.