الأول: في الحديث أن المياه تتفاضل من حيث العذوبة والنقاء، وأن الله يضع في بعض المياه من البركة والتأثير ما لا يضعه في غيره.
الثاني: فيه فضيلة ماء زمزم، وأنه يغني شاربَه عن الطعام، وقد مكث أبو ذر في الحرم ثلاثين بين يوم وليلة لا طعام له غير ماء زمزم، قال كما في حديث مسلم:«ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنتُ حتى تكسرت عكن بطني، وما أجد على كبدي سَخْفةَ جوع»(١)، أي: انطوت وانثنت طاقات لحمُ بطنه من السِّمن، ولم يجد رقةَ الجوع وضعفَه وهزالَه، وهذا من بركة زمزم وفضلها (٢).
الثالث: فيه أن ماء زمزم سبب في الشفاء من الأمراض، إذا شرب بنية صالحة رحمانية.
الرابع: فيه أن بعض الآبار لا يصلح ماؤها لخبثه وتكاثر الهوام والحشرات به.
(١) أخرجه مسلم برقم (٢٤٧٣). (٢) ينظر: إكمال المعلم للقاضي عياض (٧/ ٥٠٦)، وشرح النووي على مسلم (١٦/ ٢٩).