قال أبو هريرة رضي الله عنه: لما كانت غزوة تبوك (١) أصاب الناس مجاعة فقالوا: يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا (٢)، فأكلنا وادهنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افعلوا"، فجاء عمر رضي الله عنه، فقال: يا رسول الله إن فعلت قل الظهر، ولكن أدعهم بفضل أزوادهم ثم أدع الله لهم عليها بالبركة، لعل الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، فدعا بنطع، فبسطه، ثم دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرجل يجيء بكف ذرة، ويجيء الآخر بكف تمر، ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة، ثم قال: خذوا أوعيتكم، فأخذوا أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه، فأكلوا حتى شبعوا، وفضلت فضله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يلقى الله بهما عبد
(١) تَبوك: أصبحت اليوم مدينة من مدن شمال الحجاز الرئيسية لها إمارة تعرف بإمارة تبوك، تبعد عن المدينة شمالاً ٧٧٨ كم على طريق معبده. عاتق البلادي / معجم المعالم الجغرافية ص ٥٩. وكانت غزوة تبوك في رجب سنة تسع من الهجرة. مهدي رزق الله/ السيرة في ضوء المصادر، ص: ٦١٤. (٢) الناضح: البعير أو الثور أو الحمار الذي يستقى عليه الماء. ابن منظور / لسان العرب ١٤/ ١٧٤. والمراد به في الحديث البعير.