كتاب دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية

المطلب الأول: صفاته الخلقية الدالة على كمال دينه وإيمانه وفيه خمسة مسائل. - المسألة الخامسة: رقة قلبه وخشوعه. - ج: 1 - ص: 327

[المسألة الخامسة: رقة قلبه وخشوعه.]

وكان عمر رضي الله عنه خاشع القلب، رقيقه، كثير الدمع، سريع البكاء من خشية الله.

قال عبد الله بن شداد بن الهاد (١) رضي الله عنه: سمعت نشيج (٢) عمر وأنا في آخر الصفوف، وهو يقرأ سورة يوسف حين بلغ {قَالَ إنما أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٣).

---

(١) عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره العجلي في كبار ثقات التابعين. تق ٣٠٧.
(٢) النشيج: أشد البكاء. ابن منظور / لسان العرب ١٤/ ١٣٧.
(٣) سورة يوسف الآية (٨٦).
رواه عبد الرزاق / المصنف ٢/ ١١١، ابن سعد / الطبقات ٦/ ١٢٦، يحيى بن معين / التاريخ/ رواية الدوري ٢/ ٣١٣، ابن أبي شيبة / المصنف ١/ ٣١٢، الطبري / تهذيب الآثار/ مسند العباس ١/ ٣٥٣، ٣٥٤، البيهقي / السنن الكبرى ٢/ ٢٥١، صحيح من طريق ابن سعد.
قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن محمّد بن سعد بن أبي وقاص سمع عبد الله بن شداد بن الهادي يقول: سمعت نشجَ عمر … الأثر.