هُمُ صَلَّبوا العَبديَّ في جِذْعِ نَخْلَةٍ ... فلا عَطَسَتْ شيبانُ إلا بِأجدَعا.
"مِنْ": بمعنى على:
قال تعالى:{وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا} ٢ أي على القوم.
"حتى": بمعنى إلى:
كما قال تعالى:{سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ٣.
[الفصل الرابع والخمسون: في الأثنين ينسب الفعل إليهما وهو لأحدهما.]
وقد تقدم في بعض الفصول ما يقاربه
قال الله تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا} ٤ وكان النسيان من أحدهما لأنه قال: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} ٥ وقال تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} ٦ أي كلاهما يجتمعان وأحدهما عذب والآخر ملح: وبينهما بَرْزَخٌ أي حاجز ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} ٧ وإنما يخرج من الملح لا من العذب.
[الفصل الخامس والخمسون: في إقامة الإنسان مقام من يشبهه وينوب منابه.]
من سنن العرب أن تفعل ذلك فتقول: زيد عمرو أي كأنه هو أو يقوم مقامه ويسد مسده. وتقول أبو يوسف أبو حنيفة أي في الفقه والبحتري أبو تمام أي في
١ سورة طه الآية: ٧١. ٢ سورة الانبياء الآية: ٧٧. ٣ سورة القدر: الآية ٥. ٤ سورة الكهف الآية: ٦١. ٥ سورة الكهف الآية: ٦٣. ٦ سورة الرحمن: الآية١٩. ٧ سورة الرحمن: الآية٢٢.