ومنها الفاء تكون جوابا للشرط كما يقال: إن تأتني فحسنٌ جميل وإن لم تأتني فالعذرُ مَقبول ومنه قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ} ١ وقال صاحب كتاب الإيضاح٢: الفاء التي تجيء بعد النفي والأمر والنهي والاستفهام والعرض والتمني ينتصب بها الفعل فمثال النَّفي: ما تأتيني فأُعْطيك ومنه قوله تعالى: {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ} ٣ ومثال آخر كقولك: ائتني فأعرِفَ بك ومثال النَّهي كقولك: لا تَنْقَطِعْ عنَّا فَنَجْفوَك. وفي القرآن:{وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي} ٤ ومثال الاستفهام كقولك: أما تأتينا فتُحَدِّثَنا ومثال العرض: ألا تنزِلُ عندنا فَتُصيبُ خَيراً ومثال التمنِّي: ليتَلي مالا فأعطيك.
[الفصل السابع والأربعون: في الكافات.]
تقع الكاف في مخاطبة المذكّر مفتوحة وفي مخاطبة المؤنَّث مكسورة نحو قولك: لكَ ولَكِ. وتدخل في أول الإسم للتشبيه فتخفضه نحو قولك: زيد كالأسد وهند كالقمر. قال الأخفش٥: قد تكون الكاف دالَّة على القرب والبعد كما تقول: للشيء القريب منك: ذا وللشيء البعيد منك: ذاك. وقد تكون الكاف زائدة كقوله عزَّ وجلَّ:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} ٦ وتكون للتّعجب كما يقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبّأة.
[الفصل الثامن والأربعون: في اللامات.]
اللام تقع زائدة في قولك: وإنَّما هو ذلك. ومنها لام التأكيد وإنّما يقال لهذه اللام لام
١ سورة محمد الآية: ٨. ٢ وهو الإيضاح في النحو لأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي. ٣ سورة الأنعام الآية: ٥٢. ٤ سورة طه الآية: ٨١. ٥ لقب الأخفش أطلق على ثلاثة من كبار النحويين: وهم الأخفش الأكبر توفي سنة ٧٧ هـ ٧٩٢م الأخفش الأوسط ٢١٥هـ ٨٣٩م والأخفش الأصغر ٣١٥هـ ٩٢٧م. ٦ سورة الشورى الآية: ١١.