لقدْ ظهرَ الخلافُ جليَّاً بسبرِ طرقِ هذَا الحديثِ بينَ مَنْ أوردَهُ منْ حديثِ أبي قتادةَ -رضي الله عنه-، وبينَ جريرِ بنِ حازمٍ الذي رواهُ مِنْ حديثِ أنسٍ -رضي الله عنه-، وترجَّحَ لنَا طريقُ أبي قتادةَ -رضي الله عنه- لتوافقِ الأثباتِ عليهِ، ومخالفةِ مَنْ هوَ أقلُّ مرتبةً منهُمْ، قالَ يحيى القطَّانُ «ت ١٩٨ هـ»: «جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ رُبَّمَا يَهِمُ فِي الشَّيءِ وَهُوَ صَدُوقٌ»(٤). كمَا اعتمدَ الأئمَّةُ قرينةَ سماعِ جريرٍ للحديثِ في مجلسِ ثابتٍ، كسببٍ للوهمِ أدَّى إلى قلبِهِ (٥).
* * *
(١) جرير بن حازم بن زيد، أبو النضر الأزدي، «ت ١٧٠ هـ»، ثقة، في حديثه عن قتادة ضعف، وله أوهام إذا حدث من حفظه، أخرج له الستة. انظر التقريب «ر ٩١١». (٢) مقدمة ابن الصلاح ص ١٠١. (٣) انظر العلل ومعرفة الرجال ٣/ ١٢٨، وكلام البخاري عن هذا الحديث في علل الترمذي ١/ ٨٩. (٤) انظر تهذيب التهذيب ٢/ ٦٢. (٥) انظر كلام البخاري في ذلك الذي نقله الترمذي في العلل ١/ ٨٩.