فتيان يتعبدون، وكان في الدار تنور يخبزون فيه، فانكسر التنور فعملت بدله من مالي، فتورعوا أن يخبزوا فيه.
[٥٣٩٩] وبإسناده قال: سمعت السري يذكر أبا يوسف الغسولي وكان أبو يوسف يلزم الثغر ويغزو، فكان إذا غزا مع الناس ودخلوا بلاد الروم، أكل أصحابه من ذبائح الروم ومن فواكههم، وكان أبو يوسف لا يأكل، فيقال له: يا أبا يوسف تشك أنه حلال؟ قال: لا، فيقال: فكُل من الحلال، فيقول: إنما الزهد في الحلال.
[٥٤٠٠] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم، حدثنا سعيد بن عثمان الخياط، قال سمعت السري يقول: جعت مرّة فرأيت في طريقي نقيرا مملوءا ماء صافيا وحوله عشب من حشيش قد نبت، فقلت في نفسي: يا سري إن كنت يوما أكلت أكلة حلال، وشربت شربة حلال فاليوم، فنزلت عن دابتي، فأكلت من ذلك الحشيش، وشربت من ذلك الماء، فهتف بي هاتف سمعت الصوت ولم أر الشخص: يا سري بن المغلس فالنفقة التي بلغتك إلى ها هنا من أين هي؟.
[٥٤٠١] وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الفضل أحمد بن محمد الصيرفي ببغداد، حدثنا سعيد بن عثمان الحناط، فذكر هذه الحكاية. يزيد في الألفاظ وينقص، وقال في آخرها فقصر إلى نفسي.
[٥٤٠٢] أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال سمعت الحسين بن أحمد بن جعفر، يقول
[٥٣٩٩] رواه المؤلف في "الزهد الكبير" (ص ٣٦١ رقم ٩٤٧). وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ١١٧) عن محمد بن إبراهيم عن جعفر بن محمد بن نصير به. وذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٤/ ٢٧٧).
[٥٤٠٠] في النسختين "أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن إسحاق حدثنا إبراهيم بن سعيد بن عثمان الخياط" وهو خطأ والأثر ذكره ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٣٧٣) بنحوه.
[٥٤٠١] أخرجه المؤلف في "الزهد الكبير" (ص ٣٦٣ رقم ٩٤٩) بنفس الإسناد.
[٥٤٠٢] الحسين بن أحمد بن جعفر أبو عبد الله المعروف بابن البغدادي (م ٤٠٤ هـ). قال الخطيب: كان صدوقا، دينا، عابدا، زاهدا، ورعا. =