للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اليسرى تحت أليتيه، ونصب رجله اليمنى، ووضع مرفق يده عليها، قال ثم قال: يا أبا محمد! تعرف هذه الجلسة؟ قلت: لا، قال: هذه جلسة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يجلس جلسة العبيد، ويأكل أكل العبيد، خذوا باسم الله، قال: فلما أكلنا قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مر بك منذ صحبته، قال: نعم كنا يوما صياما، فلما كان الليل لم يكن لنا شيء نفطر عليه، قال: فلما أصبحنا قلت له: يا أبا إسحاق هل لك أن تأتي باب الرستن فنكري أنفسنا مع هؤلاء الحصادين؟ قال: وذاك؟ قال: فأتينا باب الرستن، فجاء رجل فأكراني بدرهم، قال قلت صاحبي قال: صاحبك لا حاجة لي في صاحبك أراه ضعيفًا قال: فما زلت به حتى اكتراه بأربعة دوانيق، قال: فحصدنا يومنا ذلك فأخذت كرائي، فأتيت السوق، فاشتريت حاجتي، وتصدقت بالباقي، فهيأته وقربته إليه، قال: فلما نظر إلي بكى، قلت: ما يبكيك؟ قال: أما نحن فقد استوفينا أجورنا فليت شعري أوفينا صاحبنا أم لا؟ قال: فقضيت، قال: ما يقضيك؟ أتضمن لي ألا وفينا صاحبنا أم لا؟ قال: فأخذت الطعام فتصدقت به، فهذا أشد شيء مرّ بي منذ صحبته.

[٥٣٩٧] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني جعفر بن محمد الخواص، حدثني الجنيد بن محمد، قال: وذكر سري بن المغلس يوما- وأنا أسمعه- السواد يكرهه يعني الأكل من السواد، وأن يملك فيها أحد، وكان يشدد في ذلك، ولا يأكل من بقل السواد، ولا من ثمره، ولا من شيء يعلم أنه منه ما أمكنه، فرأيت رجلًا يوما وقد أهدى له خرنوبا وقثاء بريا حمله لهْ من أرض الجزيرة فقبله منه ورأيته قد سرته، وكان يشدد في الورع.

[٥٣٩٨] وبإسناده قال سمعت السري يقول: كنت بطرسوس فكان معي في الدار


[٥٣٩٧] والأثر أخرجه المؤلف في "الزهد الكبير" (ص ٣٦١ رقم ٩٤٢).
وقوله خرنوب: الواحدة خرنوبة: شجر مثمر من فصيلة القرنيات، دائم الورق، منابته منطقة شرقي المتوسط، ثماره على شكل قرني طويلة وعريضة، سكرية يستعمل لعلف الحيوان ويستخرج منه نوع من الدبس.

[٥٣٩٨] أخرجه المؤلف في "الزهد الكبير" (رقم ٩٤٤) بنفس الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١٠/ ١١٦ - ١١٧) عن محمد بن إبراهيم عن جعفر بن محمد بن نصير الخواص به. وعندهما "متعبدون".

<<  <  ج: ص:  >  >>