[فصل في الرؤيا التي هي نعمة من نعم الله تعالى ودلالة واضحة على فاعل في عيننا يرينا ما نراه في منامنا مرة بالبشرى ومرة بغيرها]
قال الله عز وجلّ:{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}(١)
روينا (٢) في الحديث الثابت عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كشف الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر رضي الله عنه فقال:"إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة، يراها المؤمن أو ترى له".
وروينا ذلك أيضًا في الحديث (٣) الثابت عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه.
(١) سورة يونس (١٠/ ٦٤). (٢) حديث ابن عباس أخرجه مسلم في الصلاة (١/ ٣٤٨ رقم ٢٠٧ - ٢٠٨) وأبو داود في الصلاة (١/ ٥٤٥ - ٥٤٦ رقم ٧٨٦) والنسائي في الافتتاح (٢/ ١٨٩ - ١٩٠) وفي التطبيق (٢/ ٢١٧ - ٢١٨) وابن ماجه في تعبير الرؤيا (٢/ ١٢٨٣ رقم ٣٨٩٩) والدارمي في الصلاة (٣٠٤) وأحمد في "مسنده" (١/ ٢١٩) - وابن خزيمة في "صحيحه" (١/ ٢٧٦ رقم ٥٤٨) وابن حبان في "صحيحه" كما في "الإحسان" (٧/ ٦١٥، ٦١٦ رقم ٦٠١٣، ٦٠١٤) والمؤلف في "سننه" (٢/ ١١٠)، والحميدي في "مسنده" (١/ ٢٢٨ رقم ٤٨٩)، وعنه المؤلف في "سننه" (٢/ ٨٧ - ٨٨) وعبد الرزاق في "مصنفه" (٢/ ١٤٥ - ١٤٦ رقم ٢٨٣٩) وأبو يعلى في "مسنده، (٤/ ٢٧٥ رقم ٢٣٨٧) وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢/ ٤٣٦ - ٤٣٧، ١١/ ٥٢) والطحاوي في "شرح معاني الآثار"- بدون ذكر اللفظ- (١/ ٢٣٣ - ٢٣٤)، كلهم من طريق سليماق بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن ابن عباس- مطولًا ومختصرا. إسناده: صحيح ورجاله ثقات. (٣) حديث أبي هريرة: رواه أبو اليمان عن شعيب عن الزهري عن سعيد بن المسيب عنه. أخرجه البخاري في تعبير الرؤيا (٨/ ٦٩) ومن طريقه البغوي في شرح "السنة" (١٢/ ٢٠٢ رقم ٣٢٧٢). قال الشيخ الألباني: صحيح، راجع "صحيح الجامع الصغير" (رقم ٥٠٧٤).