[المطلب الثالث: أدلة أهل السنة على خصال الإيمان الثلاثة]
يستدل أهل السنة على أن الإيمان يشمل القول والاعتقاد والعمل، بالكتاب والسنة، فأما دليلهم على أن الإيمان قول باللسان فقوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} ١ الآية. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" ٢. وأما دليلهم على أنه اعتقاد بالقلب فقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} ٣ الآية. وقوله تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ} ٤. وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه" ٥. وأما دليلهم على أنه عمل بالجوارح فقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ٦ وقوله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} ٧. فأهل السنة يعتمدون في مذهبهم على الكتاب والسنة.
١ سورة البقرة: الآية (١٣٦) ٢ رواه بهذا اللفظ أبو داود. ك: الجهاد. باب: على ما يُقاتل المشركون (٣/ ٤٤) ورواه بنحوه البخاري: الصحيح. ك: الزكاة، باب: وجوب الزكاة. ح: ١٣٩٩ (٣/ ٣٠٨) ٣ سورة المائدة: الآية (٤١) ٤ سورة الحجرات: الآية (١٤) ٥ رواه أبو داود: ك: الأدب، باب: في الغيبة (٤/ ٢٧٠) ٦ سورة الحج: الآية (٧٧) ٧ سورة التوبة: الآية (١١٢) ، وانظر: أبو عبيد: الإيمان (ص:١١) وما بعدها، واللالكائي: شرح الأصول (٤/ ٩١١) وما بعدها.