مائة وسبعون وأربعون سنة، وكانا في بطن واحدة (١)، وقال ابن عباس: كلّ الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة نوح وهود وشعيب وصالح ولوط وإبراهيم وإسحاق ويعقوب وإسماعيل ومحمد - صلى الله عليه وسلم - (٢)، انتهى، قاله في الديباجة.
قوله:"فسئل: أي الناس أعلم؟ " يعني: أي شخص من أشخاص الإنسان أعلم من غيره.
قوله:"فقال: أنا" قال ذلك بسبب اعتقاده، وإلا فكان الخضر أعلم منه كما صرح به في هذا الحديث بقوله: فأوحى اللّه تعالى إليه أن عبدا من عبادي بمجمع البحرين هو أعلم منك.
قوله:"فغضب اللّه عليه" إذ لم يرد العلم إليه، أي: إلى اللّه تعالى، وفي بعضها إلى اللّه أي كان حقه أن يقول: اللّه أعلم، فإن مخلوقات اللّه تعالى لا يعلمها إلا هو قال اللّه تعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}(٣) ويجوز في يرد العلم وفي أمثاله ضم الدال وفتحها وكسرها (٤).
تنبيه: في قوله: "فعتب اللّه عليه" معناه: في هذا الحديث لوم اللّه تعالى له وهو أخذته إياه وتعنيفه بالكلام الموحى إليه حين قال ما قال، وأهل العتب
(١) انظر المصدر السابق (٩/ ٢٦٨). (٢) المصدر السابق (٢/ ١٤١). (٣) سورة المدثر، الآية: ٣١. (٤) الكواكب الدرارى (٢/ ١٤١).