قال النووي (١)[بعد حكاية] ذلك عنهم، والصواب لا يكفر عندنا بمجرد ذلك والله أعلم.
لطيفة تتعلق بالهامة: روى أبو نعيم في الحلية (٢) عن ابن مسعود قال: كنت عند كعب الأحبار وهو عند عمر بن الخطاب فقال كعب يا أمير المؤمنين ألا أخبرك بأغرب شيء قرأته في كتب الأنبياء: إن هامة جاءت إلى سليمان بن داود فقالت السَّلام عليك يا نبي الله، فقال وعليك السَّلام يا هامة، أخبريني كيف لا تأكلين من الزرع؟ قالت: يا نبي الله إن آدم أخرج من الجنة بسببه، قال: فكيف لا تشربين الماء؟ قالت: لأنه غرق في قوم نوح. فمن أجل ذلك لا أشربه. قال لها سليمان: كيف تركت العمران ونزلت الخراب: قالت لأن الخراب ميراث الله تعالى فأنا أسكن ميراث الله تعالي، قال الله تعالى:{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا}(٣) الآية، فالدنيا كلها ميراث الله تعالى.
قال سليمان: فما تقول إذا جلست فوق خربة. قالت: أقول أين الذين كانوا يتنعمون بالدنيا ويتنعمون فيها.
قال سليمان: فما صياحك في الدور إذا مررت عليها. قالت: أقول ويل لبني آدم كيف ينامون وأمامهم الشدائد، قال فما لك لا تخرجين بالنهار: قالت من كثرة ظلم بني آدم لأنفسهم. قال: فأخبريني ما تقولين في صياحك.
(١) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ٢٠٣). (٢) حلية الأولياء (٥/ ٣٩١). (٣) سورة القصص، الآية: ٥٨.