والحكم العلم والفقه والقضاء بالعدل وهو مصدر حكم يحكم ويُروى أن من الشعر لحكمة وهو بمعنى الحكم أي أن من الشعر كلاما نافعا يمنع من الجهل والسفه وينهى عنهما ومنه الحديث الخلافة في قريش والحكم في الأنصار، خصّهم بالحكم لأن أكثر فقهاء الصحابة فيهم منهم معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم قاله في النهاية (١).
٤٣٥٩ - وَعَن أبي هُرَيْرَة -رضي اللَّه عنه- أَنه سمع النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- يَقُول إِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن فِيهَا يزل بهَا فِي النَّار أبعد مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب. رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) والنسائي، ورواه ابن ماجه (٤) والترمذي (٥) إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لا يرى بهَا بَأْسا يهوي بهَا سبعين خَرِيفًا. .
[قوله ما يتبين فيها]: أي ما يتفكر هل هي خير أو شر؟
قوله وعن أبي هريرة تقدم الكلام عليه.
قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. وفي رواية ابن ماجه والترمذي يهوي سبعين خريفا، والخريف السنة.
(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ٤١٩). (٢) صحيح البخاري (٦٤٧٧). (٣) صحيح مسلم (٤٩) (٢٩٨٨). (٤) سنن ابن ماجه (٣٩٧٠)، وقال البوصيري في الزوائد في إسناده محمد بن إسحق وهو مدلس. (٥) سنن الترمذي (٢٣١٤)، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.