فائدة: ومن مناقب ابن عباس في موته روى الطبراني (١) بإسناد صحيح عن سعيد بن جبير قال مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته فجاء طائر لم نر على خلقته حتى دخل في نعشه ثم لم يُر خارجا منه، فلما دفن تُليت هذه الآية على شفير القبر لم ندر من تلاها {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي (٣٠)} (٢) ثم روي عن عبد اللَّه بن يامين نحوه إلا أنه جاء طير أبيض يقال له الغرنوق وفي رواية كأنه قبطية القبطية ثياب بيض من كتان تنسج بمصر نسبت إلى القبط بالضم. وقال الجوهري (٣) والزمخشري (٤) أنه طائر أبيض من طير الماء طويل العنق، وقيل هو الكركي، واللَّه أعلم. قاله في حياة الحيوان (٥).
قوله: خمس لهن أحسن من الدهم الموقفة وفي بعض النسخ الموفرة، الدهم جمع أدهم، والموقفة المراد بها الخيل في أرساغها بياض.
قوله: لا تكلم فيما لا يعنيك فإنه فضل ولا آمن عليك الوزر، أصل لا
(١) الطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٢٣٦/ ١٠٥٨١)، وأخرجه أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (٢/ ٩٦٢)، والآجري في الشريعة (١٧٥٧ - ١٧٥٨)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٤٢٦٩)، وابن عرفة في جزئه (٥٠)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٦٢٦). (٢) سورة الفجر، الآيات: ٢٧ - ٣٠. (٣) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٤/ ١٥٣٧). (٤) الفائق في غريب الحديث (٣/ ٦٥). (٥) حياة الحيوان الكبرى (٢/ ٢٤٧).