للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله قلت يا رسول اللَّه أوصني، قال أوصيك بتقوى اللَّه فإنه زين لأمرك كله الحديث. قال العلماء التقوى على ثلاث مراتب وقاية النفس عن الكفر وهو للعامة، وعن المعاصي وهو للخاصة، وعما سوى اللَّه وهو لخواص الخواص، قاله الكرماني (١) في شرح البخاري. ومن شعر أبي الدرداء في التقوى:

يريد المرء أن يعطى مناه ... ويأبى اللَّه إلا ما أرادَ

يقول المرء فائدتي ومالي ... وتقوى اللَّه أفضل ما استفادا

قوله قلت يا رسول اللَّه زدني؛ قال عليك بتلاوة القرآن فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض؛ تقدم الكلام على تلاوة القرآن.

قوله قلت زدني. قال عليك بطول الصمت فإنه مطردة للشيطان وعون لك على أمر دينك. الصمت هو السكوت وتقدم الكلام عليه في هذا الباب وهو المقصود من الحديث هنا.

قوله قلت: زدني. قال: وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه؛ سيأتي الكلام على من قال كلمة ليضحك بها القوم في هذا الباب.

٤٣٤٧ - وَعَن أبي سعيد -رضي اللَّه عنه- قَالَ جَاءَ رجل إِلَى رَسُول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُول اللَّه أوصني قَالَ عَلَيْك بتقوى اللَّه فَإِنَّهَا جماع كل خير وَعَلَيْك بِالْجِهَادِ فِي سَبِيل اللَّه فَإِنَّهَا رَهْبَانِيَّة الْمُسلمين وَعَلَيْك بِذكر اللَّه وتلاوة كِتَابه فَإِنَّهُ نور لَك فِي الأرْض وَذكر لَك فِي السَّمَاء واخزن لسَانك إِلَّا من خير فَإنَّك بذلك


(١) الكواكب الدراري (١/ ١١٣).