قوله: فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد، أراد بالإشارة هنا العبارة فلا يجوز أن يخاطب النبي - صلى الله عليه وسلم - قوما فيجيبونه بالإشارة دون العبارة، انتهى.
قوله - صلى الله عليه وسلم - في آخر الحديث:"أنا شهيد على هؤلاء" أي: بقتلهم في سبيل اللّه، أي: شهد لهم بأنهم بذلوا أرواحهم للّه تعالى ففيه رفعة شأنهم يأن يكون شاهدهم سيد الأولين والآخرين (١)، انتهى.
١٦٥ - وَعَن أبي مُوسَى - رضي الله عنه - أَن رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قَالَ إِن من إجلال اللّه إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وحامل الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنهُ وإكرام ذِي السُّلْطَان المقسط. رَوَاهُ أَبُو دَاوُد (٢).
قوله: عن أبي موسى الأشعري، تقدم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِن من إجلال اللّه إكرام ذِي الشيبة الْمُسلم وحامل الْقُرْآن غير الغالي فِيهِ وَلَا الجافي عَنهُ" الحديث، إكرام ذي الشيبة هو: الشيخ المسلم وحامل القرآن.
قال ابن عبد البر (٣): حملة القرآن هم العالمون بأحكامه وحلاله وحرامه والعاملون بما فيه. قال الإمام أبو عبد اللّه القرطبي: ما أحسن هذا، وهذا هو الكمال (٤).
(١) المفاتيح (٢/ ٤٣٩). (٢) أخرجه أبو داود (٤٨٤٣). وحسنه الألباني في المشكاة (٤٩٧٢) وصحيح الترغيب (٩٨). (٣) التمهيد (١٧/ ٤٣٠). (٤) التذكار (ص ١٤٨).