قاله الأصبهاني شارح الأربعين الودعانية. قوله لمن ملك لسانه، الحديث، قال الفضيل بن عياض (١): ما حج ولارباط ولا جهاد أشد من حبس اللسان ولو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في هم شديد. وقال بعض العلماء في اللسان لسانك [أسدك] إن أطلقته فَرَسَك وإن أمسكته حرسك. وقال القشيري في رسالته الصمت سلامة [و] أنشد:
احفظ لسانك أيها الإنسان ... لا يلدغنك إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ... كانت تهاب لقاءه الشجعان
[ومن محاسن شعر ابن السكيت في اللسان](٢)[وقال غيره]:
يصاب الفتي من عثرة بلسانه ... وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه ... وعثرته بالرجل تبرا علي مهل
[العثرة بالثاء المثلثة الزلّة]. لطيفة تتعلق بالمعنى: في المستدرك للحاكم (٣) عن قبيصة بن جابر الأسدي قال كنت محرما فرأيت ظبيا فرميته فأصبته فمات فوقع في نفسي من ذلك فأتيت عمر -رضي اللَّه عنه- أسأله فوجدت إلى
(١) حلية الأولياء (٨/ ص ١١٠). (٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية. (٣) المستدرك (٣/ ٣٥٠)، ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه وعنه: أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٥/ ٢٩٦)، وفي السنن الصغير (٢/ ١٦٢)، ومن طريقه: ابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٢٤٦) وأخرجه عبد الرزاق (٨٢٣٩)، ومن طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (١/ ١٢٧/ ٢٥٨) وعنه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (٤٥٨) وابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٣٧٧) وقال الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٣٢): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله ثقات.