قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله عز وجل" الحديث، قال القرشي: هي أسرار الله تعالى يبديها إلى أمناء أوليائه وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراية وهي من الأسرار التي لم يطلع عليها إلا الخواص (٢).
وقال أبو سعيد الخراز: للعارفين خزائن أودعوها علوما غريبة وأنباء عجيبة يتكلمون فيها بلسان الأبدية ويخبرون عنها بعبارة الأزلية وهو من العلم المجهول (٣).
فقوله بلسان الأبدية، وعبارة الأزلية: إشارة إلى أنهم بالله ينطقون، وقد قال اللّه تعالى على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: "وبي ينطق" وهو العلم اللدني الذي قال الله تعالى في حق الخضر عَلِيْه السَّلام: {وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}(٤)(٥)، وأسند من
(١) أخرجه السلمى في الأربعون في التصوف (٣٢) ومن طريقه الديلمى كما في الغرائب الملتقطة (٩١٩)، والبحيرى في فوائده (٦٦)، والخطيب في تلخيص المتشابه (١/ ٤٨٤). وضعفه العراقى في تخريج الإحياء (٢٩). قال الألباني في الضعيفة (٨٧٠) وضعيف الترغيب (٧٠): ضعيف جدا، وقال في الضعيفة (٥١١٦): منكر. (٢) عوارف المعارف (٢/ ٣١٦) للسهروردى. (٣) حلية الأولياء (١٠/ ٢٤٦ - ٢٤٧) وعوارف المعارف (٢/ ٣١٦) للسهروردى. (٤) سورة الكهف، الآية: ٦٥. (٥) عوارف المعارف (٢/ ٣١٦) للسهروردى.