قوله - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم ثابت في القلب" فذلك العلم النافع، وعلم في اللسان، فذلك حجة الله على عباده، الحديث؛ ومنه قول أبي هريرة - رضي الله عنه -: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعائين (١)، أي: نوعين من العلوم، فبثثت أحدهما، أي: نشرته، يقال: بث الخير وأبثه بمعنى، أي: نشرته (٢)، والآخر: لو بثثته لقطع هذا البلعوم، البلعوم بضم الموحدة مجرى الطعام في الحلق وهو المرئ (٣).
وقال ابن بطال (٤): المراد من الوعاء الثاني: أحاديث أشراط الساعة وما عرف به النبي - صلى الله عليه وسلم - من فساد الدين وتغيير الأحوال والتضييع لحقوق الله تعالى، ولو كانت الأحاديث التي يحدث بها من الحلال والحرام لما وسعه كتمها بحكم الآية. قال الكرماني (٥): وأقول هذا الحديث هو قطب مدار استدلالات المتصوفة في الطامات والشطحات، قالوا: والمراد بالأول،
= صحيح، وأسنده الخطيب في التاريخ من رواية الحسن عن جابر بإسناد جيد وأعله ابن الجوزي. وقال الألباني في الضعيفة (٣٩٤٥): منكر مرفوعا، وقال في ضعيف الترغيب (٦٩): ضعيف جدًّا. (١) أخرجه البخاري (١٢٠). (٢) الكواكب الدراري (٢/ ١٣٧). (٣) النهاية (١/ ١٥٢). (٤) شرح الصحيح (١/ ١٩٥). (٥) الكواكب الدراري (٢/ ١٣٧ - ١٣٨).