وقد كان إبراهيم بن أدهم يحصد وسليمان الخواص يلقط، وحذيفة المرعشي يضرب اللبن، قال ابن عقيل: فالتسبب لا يقدح في التوكل ولما قيل لموسى عليه الصلاة والسلام: {إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ}(١) خرج، ولما جاع واحتاج إلى عفة نفسه أجر نفسه ثمان سنين [وقال اللّه] تعالى {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا}(٢) الآية، وهذا لأن الحرفة استعمال لنعمة اللّه تعالى وهي القوى فاستعمل ما عندك ثم اطلب [ما عنده وقد يطلب الإنسان من ربه وينسى ما له عنده من الذخائر فإذا تأخر عنه ما يطلبه يسخط] أ. هـ قاله ابن الجوزي (٣).
٢٦٠٣ - وَعَن أبي هُرَيْرَة - رضي الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لِأن يحتطب أحدكُم حزمة على ظَهره خير لَهُ من أَن يسْأَل أحدا فيعطيه أَو يمنعهُ رَوَاهُ مَالك وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيِّ (٤).
قوله: وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، تقدم الكلام على مناقبه.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره" الحديث، يحتطب بتاء الافتعال، وفي رواية "فيحطب" بغير تاء وهو صحيح، وروي البزار عن أبي هريرة أيضًا أن رجلين أتيا رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فسألاه فقال: اذهبا إلى هذه