تنبيه: التقوى في القرآن تطلق على ثلاثة أشياء، أحدها: الخشية والهيبة، قال الله تعالى:{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}(٣)، وقال:{وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}(٤)، والثاني: بمعنى الطاعة والعبادة قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}(٥)، قال ابن عباس: أطيعوه حق طاعته، قال مجاهد: هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر، والثالث: في تنزيه القلب عن الذنوب، وهذه هي الحقيقة في التقوى دون الأولين ألا ترى أن الله تعالى قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (٥٢)} (٦)، ذكر الطاعة والخشية ثم ذكر التقوى فعلم أن حقيقة التقوى معنى سوى الطاعة والخشية وهي تنزيه القلب عما ذكرنا، ثم قال: حقيقة التقوى هي اجتناب كل ما فيه ضررٌ للدين (٧)، انتهى، قاله في الديباجة.
وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا وبها تنتظم
(١) سورة النساء، الآية: ١٣١. (٢) جامع العلوم والحكم (٢/ ٧٦٧). (٣) سورة البقرة، الآية: ٤١. (٤) سورة البقرة، الآية: ٢٨١. (٥) سورة آل عمران، الآية: ١٠٢. (٦) سورة النور، الآية: ٥٢. (٧) منهاج العابدين (ص ١٢٨ - ١٣٠).