قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله" خشية الله تعالى عبارة [عن خوف مقرون بمعرفة، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - "إني أتقاكم لله، وأشدكم له خشية" فالخوف حركة، والخشية انجماع، وانقباض وسكون، فإن الذي يرى العدو والسيل ونحو ذلك له حالتان: إحداهما: حركة للهرب منه، هي حالة الخوف، والثانية: سكونه وقراره في مكان لا يصل إليه فيه، وهي الخشية، ومنه: انخشى الشيء، والمضاعف والمعتل أخوان، كتقضي البازي وتقضض (١)].
قوله: وروي عن ابن أبي مليكة، ابن أبي مليكة اسمه [عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، واسمه زهير بن عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره القرشي التيمي، أبو بكر، ويقال: أبو محمد، المكي الأحول. كان قاضيا لعبد الله بن الزبير، ومؤذنا له، قال أبو زرعة، وأبو حاتم: ثقة، وقال البخاري وغير واحد: مات سنة سبع عشرة ومئة (٢)].
٢٢٣٦ - وَعَن ابْن أبي مليكَة قَالَ قَال عبيد الله بن أبي يزِيد - رضي الله عنه - مر بِنَا أَبُو لبَابَة فاتبعناه حَتَّى دخل بَيته فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَإِذا رجل رث الْهَيْئَة يَقُول سَمِعت رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُول لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ قَالَ فَقلت لابْنِ أبي مليكَة يَا أَبَا مُحَمَّد أَرَأَيْت إِن لم يكن حسن الصَّوْت قَالَ يُحسنهُ مَا اسْتَطَاعَ وَرَوَاهُ أَبُو