وكان عبد الله بن المبارك فرد زمانه، وكان يقال: هو أمير المؤمنين في كل شيء، قرأ القرآن على أبي عمرو بن العلاء وجالس أبا حنيفة في الفقه، وَقَالَ أَبُو أُسَامَةَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَطْلَبَ لِلْعِلْمِ مِنِ ابْنِ المُبَارَكِ، وَهُوَ فِي المُحَدِّثِيْنَ مِثْلُ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ فِي النَّاسِ. وقَالَ نُعَيْمُ بن حَمَّادٍ: قَالَ رَجُل لابْنِ المُبَارَكِ: قرأت القرآن البارحة في ركعة، فقال: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردد {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (١)} (١) إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه. أ. هـ قاله في الديباجة (٢).
قوله:"ومن جرح جراحة في سبيل الله ختم له بخاتم الشهداء له نور يوم القيامة" إلى قوله: "يقولون فلان عليه طابع الشهداء" والطابع بالطاء المهملة
(١) سورة التكاثر، الآية:١. (٢) ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (٨/ ٣٩٧). وفي تاريخ الإسلام (٤/ ٨٨٢).