قالها من المنافقين والذين في قلوبهم مرض، وقد جاء النهي عن تسميتها بذلك لأنه مأخوذ من الثرب وهو الفساد أو من التثريب وهو التوبيخ والملامة وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره الاسم الخبيث، وروي الإمام أحمد في مسنده وأبو يعلى برجال ثقات من حديث البراء بن عازب قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سمى المدينة بيثرب فليستغفر الله تعالى هي طيبة وهي طابة"(١) قال ابن بطال (٢): وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال "من قال يثرب فكفارته أن يقول المدينة عشر مرات"(٣) يريد بذلك التوكيد أن يقال لها المدينة، ورينا في كتاب الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "آخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة"(٤) أ. هـ، هكذا ذكر هذه الأسماء للمدينة الزركشي (٥) وغيره.
تنبيه: حكى ابن الحاج في المدخل (٦) عن النووي أنه كان يكره أن يلقب بمحي الدين كراهة شديدة، قال: وقد وقع في بعض الكتب المنسوبة إليه أنه
(١) أخرجه أحمد ٤/ ٢٨٥ (١٨٥١٩)، وابن شبة في تاريخ المدينة ١/ ١٦٥، وأبو يعلى (١٦٨٨). وقال الهيثمي في المجمع ٣/ ٣٠٠: رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات! قلنا: يزيد بن أبي زياد ضعفوه. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٦٣٥). (٢) ينظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال (٤/ ٢٢٢). (٣) أخرجه ابن طهمان في مشيخته (٤٣)، والبخاري في التاريخ الكبير (٦/ ٢١٧)، والعقيلى في الضعفاء (٣/ ١٩٨). وقال البخاري: ولا يتابع عليه، وفى إسناده نظر. (٤) أخرجه الترمذي (٣٩١٩). وابن حبان (٦٧٧٦). وضعفه الألباني في الضعيفة (١٣٠٠). (٥) إعلام الساجد (ص ٢٣٢ - ٢٣٦). (٦) المدخل (١/ ١٢٧).