المختار أن معناه أن أحدا يحبنا حقيقة جعل الله فيه تمييزا الحب به كما قال سبحانه وتعالى في الحجارة {وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}(١) وكما حن الجذع اليابس (٢)، وفي لفظ البخاري أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب إلى جذع فلما اتخذ المنبر تحول إليه فحن الجذع فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فالتزمه (٣)، وفي روايه له "فمسحه (٤)[وفى رواية] أخرى "فسمعنا له مثل أصوات العشار" (٥) وفي صحيح مسلم وغيره أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل إلى امرأة أن مري غلامك غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم عليها الناس فعملت هذه الثلاث درجات فكان يخطب عليها (٦) وكان منبره -صلى الله عليه وسلم- ثلاث دُرَج غير الدرجة التي تسمى المستراح ويستحب أن يقف على التي تليها (٧) وكما سبح الحصى في في يديه (٨) وكما فرَّ الحجر بثوب موسى -صلى الله عليه وسلم- (٩) وكما قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- إني
(١) سورة البقرة، الآية: ٧٤. (٢) شرح النووي على مسلم (٩/ ١٣٩ - ١٤٠). (٣) الترمذي (٥٠٥) عن ابن عمر (٤) البخاري (٣٥٨٣) وابن حبان (٦٥٠٦) عن ابن عمر. (٥) البخاري (٩١٨) و (٣٥٨٥) عن جابر. (٦) أخرجه البخاري (٤٤٨) و (٩١٧) و (٢٠٩٤) و (٢٥٦٩)، ومسلم (٤٤ و ٤٥ - ٥٤٤) عن سهل بن سعد. (٧) كفاية النبيه (٤/ ٣٤٨). (٨) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٤٤٢)، وابن أبي عاصم في السنة (١١٤٦)، والبزار (٤٠٤٠) و (٤٠٤٤). قال الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٩٩: رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات، وفي بعضهم ضعف. (٩) أخرجه البخاري (٣٤٠٤) ومسلم (٧٥ - ٣٣٩) عن أبي هريرة.