بباب الصغير من دمشق وكان أدم اللون شديد الأدمة نحيفا طوالا خفيف العارضين ومناقبه كثيرة (١).
قوله: وَعِنْده صَبر من تمر الصبر، جمع صبرة وهو الكومة من الطعام وغيره.
قوله "أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا" الحديث قال العلماء خوف الإقلال من سوء الظن بالله وسوء الظن بالله كفر وذلك أن الله تعالى وعد على الإنفاق خلفًا في الدنيا وثوابًا في العقبى فقال في الخلف: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ}(٢) وقال في الثواب: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ}(٣) وقال تعالى في الآية الأخرى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ}(٤) الآية وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}(٥) الآية فمن أمسك عن الإنفاق خشية الفقر والإقلال فكأنه لم يصدق الله ولا رسوله في قولهما ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول:"وأي داء أدوى من البخل" رواه البخاري (٦)، فلما كان البخل يحرم العبد الخلف في الدنيا
(١) تهذيب الأسماء واللغات (١/ ١٣٦ - ١٣٧ ترجمة ٨٨). (٢) سورة سبأ، الآية: ٣٩. (٣) سورة البقرة، الآية: ٢٦١. (٤) سورة البقرة، الآية: ٢٦٥. (٥) سورة الحديد، الآية: ١١. (٦) الأدب المفرد (٢٩٦). قال الشيخ الألباني: صحيح ينظر: الأدب المفرد مخرجا (ص: ١١١).