للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد من ثديهما إلى تراقيهما" الحديث والجنة الستر والدرع وتقدم الكلام على ذلك في الصدقة، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فأما المنفق فلا ينفق إلا سبغت عليه ووفرت على جلده حتى تخفى بنانه وتعفو أثرة أي أثر مشية" وسبغت عليه أي امتدت وطالت وإسباغ الوضوء [إكماله] وإتمامه وهو المبالغة فيه (١) والبنان بفتح الباء الموحدة الأنامل وتقدم الكلام على هذه الألفاظ مبسوطا وقد تكلم الحافظ على الجنة ومعنى الحديث والله أعلم، وقال: الكرماني (٢) أيضًا: حاصل الحديث أن الجواد إذا هم بالنفقة اتسع لذلك صدره وطاوعت يداه فامتدت بالعطاء وإن البخيل يضيق وتنقبض يده عن الإنفاق وقيل ضرب المثل بهما لأن المنفق يستره الله بنفقته ويستر عوراته في الدنيا والآخرة كستر هذه الجنة لابسها والبخيل كمن لبس جبة إلى ثديه فيقي مكشوفا ظاهر العورة مفتضحا في الدارين (٣) قال: ابن بطال يريد أن المنفق إذا أنفق كفرت الصدقة ذنوبه ومحتها كما أن الجنة إذا سبغت عليه سترته [ووقته] والبخيل [لا تطاوعه نفسه على البذل فيبقى غير مكفر عنه الآثام كما أن] الجنة تبقى من بدنه ما لا يستره [فيكون] معرضا للأفات [انتهى] وقال ابن قيم الجوزية ولو لم يكن في [الصدقة] يعني المذكورة في الحديث إلا هذه الفائدة وحدها


(١) مشارق الأنوار (٢/ ٢٠٥).
(٢) ينظر: الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٧/ ٢٠٦) و (٨/ ٣).
(٣) شرح النووي على مسلم (٧/ ١٠٩).