قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحسنة:"فإن هم بها فعملها كتبها اللّه عنده عشر حسنات" وفي حديث أبي هريرة: "فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها ... " الحديث. فمضاعفة الحسنة بعشر أمثالها لازم لكل الحسنات فتضاعف الحسنة بعشر أمثالها، فمعناه: أن التضعيف بعشر أمثالها لابد منه بفضل اللّه ورحمته ووعده الذي لا يخلفه (١)، وقد دل عليه قوله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}(٢)(٣).
وفي حديث أبي ذر الذي رواه مسلم في الدعوات في الحسنات يقول اللّه تبارك وتعالى:"مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ"(٤).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إلى سبعمائة ضعف"، قال النووي (٥): وقد اختلف المفسرون في قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ}(٦)، وقد حكى أبو الحسن الماوردي أقضى القضاة عن بعض العلماء أن التضعيف لا يتجاوز سبعمائة وهو غلط، فقيل: المراد: يضاعف هذا التضعيف وهو السبعمائة، وقيل: المراد: يضاعف فوق السبعمائة لمن يشاء، وفي رواية لابن ماجه:"إلى سبعمائة ضعف"(٧).
(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٢). (٢) سورة الأنعام، الآية: ١٦٠. (٣) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٠٣٦). (٤) أخرجه مسلم رقم (٢٦٨٧). (٥) في شرح مسلم (٢/ ١٥٢). (٦) سورة البقرة، الآية: ٢٦١. (٧) أخرجه ابن ماجه رقم (١٦٣٨).