قوله: فخرجت تعدوا وهي تقول أشهد أن لا إله إلا اللّه، أنك رسول اللّه، العدوة والإسراع في المشي مع تقارب الخطا، وسيأتي الكلام عليه في الجنائز إن شاء اللّه تعالى.
فائدة: ذكر ابن خلكان (١) في ترجمة جعفر الصادق أنه سأل أبا حنيفة ما تقول في محرم كسر رباعية ظبى فقال: يا ابن بنت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - لا أعلم ما فيه فقال: إن الظبي لا يكون رباعيا وهو ثنى أبدًا حكاه كشاجم (٢) في كتاب المصايد والمطارد (٣).
وروى الدَّارقُطْنِي والطبراني في معجمه الأوسط (٤) عن أنس بن مالك قال: مر رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - على قوم قد صادوا ظبية وشدوها إلى عمود فسطاط فقالت يا رسول اللّه إني وضعت خشفان فأستأذن لي أن أرضعهما ثم أعود إليهم فقال: - صلى الله عليه وسلم - خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعهما ثم وتأتي إليكم قالوا ما لنا بذلك يا رسول اللّه قال:"أنا" فأطلقوها فذهبت فأرضعتهما ثم عادت إليهم فأوثقوها فقال: عَلَيْهِ السَّلَامُ - "أتبيعوها" قالوا هي لك يا رسول اللّه فخلوا عنها
(١) وفيات الأعيان (١/ ٣٢٧). (٢) هو محمود بن الحُسين، أبو الفتح الكاتب المعروف بكشاجم؛ هو من أهل الرملة من نواحي فلسطين، هو لقب نفسه كشاجم فسئل عن ذلك فقال: الكاف من كاتب والشين من شاعر والألف من أديب والجيم من جواد والميم من منجم. انظر فوات الوفيات (٤/ ٩٩). (٣) المصايد والمطارد (ص ٢٠٢ - ٢٠٣)، وحياة الحيوان (٢/ ١٤١). (٤) المعجم الأوسط (٥٥٤٧) قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (٨/ ٢٩٤) رواه الطبراني في الأوسط، وفيه صالح المري وهو ضعيف.