{فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ}[٢٣] ليس بوقف على قراءة من قرأ: «مثلُ» بالرفع؛ لأنَّ «مثل» نعت «لحق»؛ كأنَّه قال: حق مثل نطقكم، وبهذه القراءة قرأ حمزة والكسائي، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحفص:«مثلَ ما» بنصب «مثلَ»(١)؛ على الحال من الضمير في «لحق»، أو حال من نفس حق، أو هي حركة بناء لما أضيف إلى مبنى بنى كما بنيت (غير) في قوله:
لم يمنع الشرب منها غير أنْ نطقت ... حمامة في غصون ذات أوقال (٢)
{تَنْطِقُونَ (٢٣)} [٢٣] تام.
{الْمُكْرَمِينَ (٢٤)} [٢٤] جائز؛ إن نصب «إذ» بمقدر، وليس بوقف إن نصب بحديث بتقدير: هل أتاك حديثهم الواقع في وقت دخولهم عليه، ولا يجوز نصبه بـ (أتاك) لاختلاف الزمانين، وقرأ العامة (٣): «المكرَمين» بالتخفيف، وعكرمة (٤): بالتشديد ونصب «سلامًا»، بتقدير: فعل، أي: سلمنا سلامًا، أو هو نعت لمصدر محذوف، أي فقالوا: قولًا سلامًا، لا بالقول؛ لأنَّه لا ينصب (إلّا) بثلاثة أشياء الجمل، نحو:«قال إنِّي عبد الله»، والمفرد المراد به لفظه نحو: يقال له إبراهيم، والمفرد المراد به الجملة نحو: قلت قصيدة وشعرًا، ورفع «سلام» بتقدير: عليكم سلام.
{فَقَالُوا سَلَامًا}[٢٥] حسن، ومثله:«قال سلام»، ثم تبتدئ:«قوم منكرون»، أي: أنتم قوم منكرون، وهو: كاف، ومثله:«سمين»؛ على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف ما بعده على ما قبله.
{فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ}[٢٧] حسن، ومثله:«تأكلون».
{خِيفَةً}[٢٨] جائز، ومثله:«لا تخف».
{بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (٢٨)} [٢٨] كاف.
{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}[٢٩] جائز.
{عَقِيمٌ (٢٩)} [٢٩] كاف، ومثله:«قال ربك»، وتام عند أبي حاتم.
(١) وجه من قرأ بالرفع؛ أنه صفة لـ «حق». ووجه من قرأ بنصبها؛ قعلى الحال من الضمير المستكن في: {لْحَقُِّ}. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٩٩)، الإعراب للنحاس (٣/ ٢٣٥)، الإملاء للعكبري (٢/ ١٣١)، النشر (٢/ ٣٧٧). (٢) قائله أبي قيس بن رفاعة، وهو من شواهد سيبويه في الكتاب، وذكر في: المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، وخزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبد القادر البغدادي.-الموسوعة الشعرية (٣) أي: جمهور القراء. (٤) وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٨/ ١٣٨).