- وآيها: ثمانون وإحدى أو ثلاث أو خمس أو ست وثمانون آية.
{حم (١)} [١] بسكون الميم كسائر الحروف المقطعة وهي قراءة العامة، وقرأ الزهري (١): برفع الميم خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ والخبر ما بعدها، ومنعت من الصرف للعلمية والتأنيث، أو العلمية وشبه العجمة؛ وذلك أنَّه ليس في الأوزان العربية:(فاعيل) بخلاف الأعجمية ففيها (قابيل وهابيل)، وفي الحديث (٢): «لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم»، وفيه عن ابن مسعود مرفوعًا:«من أراد أن يرتع في رياض مؤنقة من الجنة فليقرأ الحواميم»(٣) و (مؤنقة) بصيغة اسم المفعول من: التأنيق، وهو شدة الحسن والنضارة، ورأى رجل من أهل الخير في النوم سبع جوار حسان، فقال: لمن أنتن، فقلن: نحن لمن قرأنا، نحن الحواميم (٤).
{تَنْزِيلُ الْكِتَابِ}[٢] كاف، إن جعل خبر «حم»، أي: هذه الأحرف تنزيل الكتاب، وكذا إن جعل تنزيل خبر مبتدأ محذوف، ولم يجعل ما بعده فيهما صفة له، وليس بوقف إن جعل مبتدأ خبره الجار بعده.
{الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٢)} [٢] جائز.
{الْعِقَابِ}[٣] ليس بوقف؛ لأنَّ ما بعده صفة.
{ذِي الطَّوْلِ}[٣] حسن، ومثله:«إلَّا هو».
{الْمَصِيرُ (٣)} [٣] تام.
{كَفَرُوا}[٤] حسن، أي: ما يجادل في إبطال آيات الله إلَّا الذين كفروا.
(١) وقال الألوسي ٢٤/ ٤٠: (والظاهر أنه إعراب؛ فهو إما مبتدأ وإما خبر)،وكذا رويت عن أبي السمال وابن أبي إسحاق، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٧/ ٤٤٦)، تفسير القرطبي (١٥/ ٢٩٠)، تفسير الألوسي (٢٤/ ٤٠). (٢) وهو من المأثورات عن ابن عباس، وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٧/ ٢٦٨)؛ لأبي عبيد في فضائله. (٣) ووقفت على هذه الرواية في البحر المحيط (٩/ ٣٩٥)، وهي من المأثورات عن ابن عباس أيضًا، وروي نحوه بلفظ: «من سرّه أن يرتع فى رياض الجنة، فليقرأ الحواميم». أبو نعيم عن ابن عباس، وأخرجه أيضًا: الديلمى (٣/ ٥٣٩، رقم: ٥٦٧٨). (٤) انظر: تفسير الطبري (٢١/ ٣٤٥)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.