ولاوقف من أولها إلى قوله:«وأخرت»، فلا يوقف على:«انفطرت» ولا على: «انتثرت» ولا على: «فجرت»، والوقف التام:«علمت نفس ما قدمت وأخرت»؛ لأنه جواب «إذًا».
{مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦)} [٦] ليس بوقف؛ لأن الذي بعده نعت له، أو بدل منه، ويجوز القطع إلى الرفع، أو إلى النصب، وقرأ ابن جبير والأعمش (١): «ما أغرك»، فيحتمل أن تكون «ما» استفهامية، أو تعجبية، ولا وقف من قوله:«الذي خلقك» إلى قوله: «ركبك» وجوز بعضهم الوقف على: «فسواك» لمن خفف، «فعدلك»، أي:«قوّمَك»، وقيل: عدلك عن الكفر إلى الإيمان، قرأ الكوفيون:«فعدلك» مخففًا، والباقون مثقلًا (٢).
{رَكَّبَكَ (٨)} [٨] تام، وقف يحيى بن نصير النحوي على:«كلا» يريد «ليس» كما غررت به، وخولف إذ لا مقتضى للوقوف عليها.
{بِالدِّينِ (٩)} [٩] كاف على استئناف مابعده، وليس بوقف إن جعل جملة حالية، والواو «واو» الحال، أي: تكذبون بيوم الجزاء والكاتبون الحفظة يضبطون أعمالكم لأن تجازوا عليها، ولا يوقف على «لحافظين»؛ لأن «كرامًا» صفة «حافظين» ولا يوقف على «كاتبين»؛ لأن «يعلمون» حال من ضمير «كاتبين»(٣).
{ما تَفْعَلُونَ (١٢)} [١٢] تام، للابتداء بإن.
{لَفِي نَعِيمٍ (١٣)} [١٣] جائز، ومثله:«لفي جحيم» إن جعل «يصلونها» مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل حالًا.
{يَوْمَ الدِّينِ (١٥)} [١٥] حسن.
(١) على التعجب والاستفهام، وأغرك؛ بمعني: أدخلك في الغرة، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: البحر المحيط (٨/ ٤٣٦)، الكشاف (٤/ ٢٢٧)، المحتسب لابن جني (٢/ ٣٥٣)، تفسير الرازي (٣١/ ٨٠). (٢) وجه من قرأ بتخفيف الدال؛ بمعنى: صرفك إلى ما شاء من الصور من طويل وقصير وحسن وقبيح. والباقون: بتشديد الدال؛ بمعنى: سوى خلقك في أحسن صورة وأكمل تقويم. انظر هذه القراءة في: الحجة لأبي زرعة (ص: ٧٥٣)، السبعة (ص: ٦٧٤)، الغيث للصفاقسي (ص: ٣٨١)، الكشاف (٤/ ٢٢٧)، النشر (٢/ ٣٩٩). (٣) انظر: تفسير الطبري (٢٤/ ٢٧٠)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.