{فِتْنَتَكُمْ}[١٤] حسن؛ لأنَّ «هذا» مبتدأ، و «الذي» خبره، أي: هذا العذاب.
{تَسْتَعْجِلُونَ (١٤)} [١٤] تام؛ للابتداء بـ «إنْ»، «وعيون» ليس بوقف؛ لأنَّ «آخذين» حال من الضمير في «وعيون»، ولو قرئ:«آخذون» بالرفع، لساغ عربية، وذلك أنَّ الظرف قد قام مقام الاستقرار، والرفع على أنَّه خبر «إنْ» ويكون الظرف ملغى كقوله: «إنَّ المجرمين في عذاب جهنم خالدون»، قاله العبادي.
{مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ}[١٦] كاف، ومثله:«محسنين»، وكذا «ما يهجعون»، قيل:«ما» مصدرية، وقيل: نافية؛ فعلى أنَّها مصدرية: فالوقف على «يهجعون»، وفي الثاني على «قليلًا»، والتقدير: على أنَّها مصدرية كان هجوعهم من الليل قليلًا، وعلى أنَّها نافية كان عددهم قليلًا ما يهجعون، أي: لا ينامون من الليل، قال يعقوب الحضرمي: اختلف في تفسيرها، فقيل:«كانوا قليلًا»، أي كان عددهم يسيرًا، ثم ابتدأ فقال:«من الليل ما يهجعون»، وهذا فاسد؛ لأنَّ الآية إنَّما تدل على قلة نومهم لا على قلة عددهم. وقال السمين: نفي هجوعهم لا يظهر من حيث المعنى، ولا من حيث الصناعة، أما الأول: فلابد أن يهجعوا ولا يتصور نفي هجوعهم، وأما الصناعة: فلأنَّ ما في حيز النفي لا يتقدم عليه؛ لأنَّ «ما» لا يعمل ما بعدها فيما قبلها عند البصريين، تقول: زيدًا لم أضرب، ولا تقول: زيدًا ما ضربت، هذا إن جعلتها نافية، وإن جعلتها نافية، وإن جعلتها مصدرية، صار التقدير: كان هجوعهم من الليل قليلًا، ولا فائدة فيه؛ لأنَّ غيرهم من سائر الناس بهذه المثابة (١).
{تُبْصِرُونَ (٢١)} [٢١] كاف، ومثله:«توعدون»، وقرأ ابن محيصن (٢): «وفي السماء رازقكم»، اسم فاعل، والله سبحانه وتعالى متعال عن الجهة، ولا يوقف على «رزقكم»؛ لأنَّ قوله:«وما توعدون» موضعه رفع بالعطف؛ كأنَّه قال: وفي السماء رزقكم وما وموعدكم والموعود به الجنة؛ لأنَّها فوق السماء السابعة، أو هو الموت، والرزق: المطر، وقيل:«وما توعدون» مستأنف، خبره:«فورب السماء والأرض»، وقوله:«إنَّه لحق» جواب القسم، وعليه فالوقف على «رزقكم»(٣).
(١) انظر: تفسير الطبري (٢٢/ ٤٠٤)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة. (٢) وكذا رويت عن البزي في غير المتواتر ومجاهد وابن محيصن، وهي قراءة شاذة. انظر هذه القراءة في: إتحاف الفضلاء (ص: ٣٩٩)، تفسير القرطبي (١٧/ ٤١). (٣) انظر: تفسير الطبري (٢٢/ ٤١٨)، بتحقيق أحمد محمد شاكر -مؤسسة الرسالة.