[ثالثا: تقديم عمر لعبد الله بن عباس رضي الله عنهم]
عن ابن عباس قال:(كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات ليلة فأدخله معهم فما رئيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال: ما تقولون في قول الله تعالى: إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً. فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: إذا جاء نصر الله والفتح – وذلك علامة أجلك – فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول)(١).
عن ابن عباس (أن عمر سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء قال: فسألني فأخبرته فقال: أعبتموني أن تأتوا بمثل ما أتى به هذا الغلام الذي لم يجتمع سواد رأسه)(٢).
(١) رواه البخاري (٤٩٧٠). (٢) رواه أحمد (١/ ١٤) (٨٥)، وابن أبي شيبة (٦/ ٣٨٣)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (١/ ٣١٢) (٣٨٦)، والحاكم مطولاً (١/ ٦٠٤). وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.