وفي الاصطلاح: يطلق لفظ المعاد على الرجوع إلى الله تعالى في يوم القيامة، ورجوع أجزاء البدن المتفرقة إلى الاجتماع كما كانت في الدنيا، وحلول الروح فيه.
قال ابن الأثير: (وفي أسماء الله تعالى "المعيد" هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات في الدنيا، وبعد الممات إلى الحياة يوم القيامة) (١).
ومنه الحديث:((وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي)) (٢) أي ما يعود إليه يوم القيامة، ومنه حديث علي:(والحكم الله والمعود إليه يوم القيامة) أي: المعاد (٣).
وقال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله:(المعاد: وهو المرد إلى الله عز وجل والإياب إليه)(٤).
وقد فسر قوله تعالى: كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [الأعراف: ٢٩] بعد تفسيرات كلها تدل على الإعادة والرجوع إلى الله تعالى.
عن مجاهد:(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [الأعراف: ٢٩]: يحييكم بعد موتكم)(٥).
وقال الحسن البصري:(كما بدأكم في الدنيا كذلك تعودون يوم القيامة أحياء)(٦)(٧).
وقال قتادة:(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ [الأعراف: ٢٩] قال: بدأ فخلقهم ولم يكونوا شيئاً ثم ذهبوا ثم يعيدهم)(٨).
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم:(كما بدأكم أولاً كذلك يعيدكم آخراً)(٩). الحياة الآخرة لغالب عواجي-١/ ٦٦
(١) ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (٣/ ٣١٦). (٢) رواه مسلم (٢٧٢٠). من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (٣) ذكره ابن الأثير في ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (٣/ ٣١٦). (٤) ((ابن الأثير في النهاية)) (٣/ ٣١٦). (٥) رواه الطبري في تفسيره (١٢/ ٣٨٥). (٦) رواه الطبري في تفسيره (١٢/ ٣٨٥). (٧) ((معارج القبول)) (٢/ ١٠١). (٨) رواه الطبري في تفسيره (١٢/ ٣٨٥). (٩) ((تفسير القرآن العظيم)) (٣/ ٢٠٨).