وقال تعالى:{وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[فاطر: ١١] وغير ذلك من الآيات. وقال صلى الله عليه وسلم:«ما من نفس منفوسة إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة»(١) . رواه مسلم، وفيه قال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم فيما نستقبل؟ قال:«لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير» ، قال: ففيم العمل؟ فقال:«اعملوا فكل ميسر» - وفي رواية - «كل عامل ميسر لعمله»(٢) وغير ذلك من الأحاديث.
س: كم يدخل في هذه المرتبة من التقادير؟
جـ: يدخل في ذلك خمسة من التقادير كلها ترجع إلى العلم، التقدير الأول: كتابة ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، عندما خلق الله القلم وهو التقدير الأزلي. الثاني: التقدير العمري، حين أخذ الميثاق يوم قال:{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}[الأعراف: ١٧٢] الثالث: التقدير العمري أيضا عند تخليق النطفة في الرحم. الرابع: التقدير الحولي في ليلة القدر. الخامس: التقدير اليومي، وهو تنفيذ كل ذلك إلى مواضعه.
[دليل التقدير الأزلي]
س: ما دليل التقدير الأزلي؟
جـ: قال الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا}[الحديد: ٢٢] الآيات، وفي الصحيح: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(١) هو رواية في الحديث السابق. (٢) رواه مسلم (القدر / ٨) .