وفي الصحيح قال رجل: «يا رسول الله أيعرف أهل الجنة من أهل النار؟ قال:" نعم ". قال: فلم يعمل العاملون؟ قال:" كل يعمل لما خلق له أو لما يسر له» (١) «وفيه: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أولاد المشركين؟ فقال: " الله أعلم بما كانوا عاملين» (٢) وفي مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم»(٣) وفيه: قال صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة»(٤) وفيه: وقال صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من نفس إلا وقد علم الله منزلها من الجنة والنار» قالوا: يا رسول الله، فلم نعمل أفلا نتكل، قال:«لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له»(٥) ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى}[الليل: ٥ - ٦]- إلى قوله - {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}[الليل: ١٠] وغير ذلك من الأحاديث.
[دليل المرتبة الثانية الإيمان بكتابة المقادير وما يدخلها من التقادير]
س: ما دليل المرتبة الثانية، وهي الإيمان بكتابة المقادير؟
جـ: قال الله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس: ١٢] وقال تعالى: {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ}[الحج: ٧٠] وقال تعالى في محاجة موسى وفرعون: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى - قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى}[طه: ٥١ - ٥٢]