قوله:"لأنَّ حمي الشمس يفصل من الإناء أجزاء تعلوا الماء كالهباء"(٢) حمي الشمس بفتح الحاء وإسكان الميم على مثال الرمي، حكاه الأزهري في "تهذيب اللغة"(٣) وغيره (٤)، يقال: حميت الشمس تحمي حميًا (٥). والهباء بفتح الهاء والباء الموحدة والمدِّ هو ما يدخل من الكوَّة (٦) مع ضوء الشمس شبيه بالغبار (٧)، والله أعلم.
الأواني المنطبعة (٨): هي التي تطرق بالمطارق، من نحاس وغيره (٩).
قوله (١٠): "ولعله لا يجري في الذهب والفضة"(١١) ليس فيه جزم بالحكم، وقد
(١) كالشاشي في حلية العلماء (١/ ٦٧)، والبغوي في التهذيب (ص ١٧)، والرافعي في فتح العزيز (١/ ١٣٥). وهذا الذي رجحه ابن الصلاح - رحمه الله - هو المشهور عن الأصحاب. انظر المجموع (١/ ٨٩)، كفاية الأخيار (١/ ١٩)، نهاية المحتاج (١/ ٧٠). (٢) الوسيط (١/ ٣٠٥) وبعده: فإذا لاقى البدن أورث البرص (٣) (٥/ ٢٧٤). (٤) حكاه الجوهري في الصحاح (٦/ ٢٣٣٠) عن الكسائي. (٥) وذلك إذا اشتد حرها، انظر القاموس المحيط (٤/ ٣٤٨). (٦) الكوَّة بفتح الكاف وضمها: الثقبة في الحائط. انظر: المصباح المنير (ص ٢٠٨). (٧) انظر: القاموس المحيط (٤/ ٤٠٥)، المصباح المنير (ص ٢٤٢). (٨) قال الغزالي: " ... والمحذور من جهة الطبَّ يختص بالحرارة المفرطة في البلاد الحارة، ولا يختص بوجود القصد، ويختص بالجواهر المنطبعة ... الخ". الوسيط (١/ ٣٠٥). (٩) انظر: المجموع (١/ ٨٨)، التنقيح (ل ١٤/ ب). (١٠) في (أ) و (ب): وقوله. (١١) الوسيط (١/ ٣٠٥)، وقبله: ويختص بالجواهر المنطبعة فلا يجري في الخشب والخزف والجلد، ولعله لا يجري ... الخ.