كلمة "أي" في المثال الأول، وكلمة "ماذا" في المثال الثاني، كل منهما مفعول مقدم -بل واجب التقديم- في المثالين؛ لأنهما من "أسماء الاستفهام" وأسماء الاستفهام لا ترد داخل الكلام، بل لها -كما يقول النحاة- صدارة الكلام، ومثلها أيضًا "أسماء الشرط".
الثانية: في مثل قول القرآن: ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ، وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ﴾ (١).
فكل من الكلمتين "اليتيم" و "السائل" مفعول مقدم، بل واجب التقديم.
جاء في أوضح المسالك تحديد هذه المسألة بقوله: أن يقع عامله بعد الفاء وليس له منصوب غيره مقدم عليها، نحو ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ و ﴿فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ﴾ بخلاف "أما اليوم فاضرب مزيدا" ا. هـ.
الثالثة: أن يكون المفعول ضميرا منفصلا، لو تأخر لوجب اتصاله كقول القرآن: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ (٢) ولو تأخر، كانت الجملة "نَعْبُدُكَ" وهذا غير مراد، والمراد الانفصال.
(١) الآيتان ٨، ٩ سورة الضحى. (٢) الآية ٥ سورة الفاتحة.