حسبتُ التُّقَى والجودَ خيرَ تجارةٍ … ربَاحًا إذا ما المرءُ أصبح ثَاقِلا (١)
٣ - خَالَ: بمعنى "ظنَّ" ومضارعه "يخَالُ" بخلاف "خَالَ" بمعنى "سَاسَ ورَعَى" فمضارعه "يخُولُ" وليس مما نحن فيه، ومن شواهد الناصب للمفعولين:
إخالُكَ إن لم تغضُض الطَّرْفَ ذَا هوى … يَسُومُك ما لا يُستطاعُ من الوَجْدِ (٢)
(١) الناقل: الميت، فالبدن خفيف ما دام به الروح، فإذا خرج الروح ثقل. يقول: حين يموت المرء فخير ما يربحه من دنياه التقى والجود، هكذا حسب لبيد. الشاهد: في الشطر الأول "حسبت التقى والجود خير تجارة" فإن الفعل "حسب" من أفعال الرجحان ينصب مفعولين، الأول "التقى والجود" والثاني "خير تجارة". (٢) إخال: مضارع "خال" للمتكلم، وينطق بكسر الهمزة وفتحها، تغضض الطرف: تصرف النظر عن الحسان ومفاتنهن، يسومك: يكلفك ويحملك. يقول: إذا لم تصرف عينيك عن الحسان، فأظن أنك ستقع في الحب، وحينئذٍ تتحمل من تباريحه وجدا فوق الطاقة. الشاهد: "إخالك ذا هوى" فإن "إخال" من أفعال الرجحان ينصب المفعولين، الأول ضمير المخاطب، والثاني "ذا هوى".