هُوَ أَبُو إِسْحَقَ إبْرَاهِيْم بن العَبَّاسِ بن مُحَمَّد بن صُول وَكَانَ صُوْلُ مَلِكًا مِنَ الأَتْرَاكِ فَفَتَحَ يَزِيْدُ بن المُهَلَّبِ بَلَدَهُ وَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ فَهُمْ مَوَالِي يَزِيْدَ وَلَمَّا دَعَا يَزِيْدُ إِلَى نَفْسِهِ لَحقَ بِهِ صُوْلُ لِيَنْصُرَهُ فَصَادَفَهُ قَدْ قُتِلَ وَكَانَ صُوْلُ يُقَاتِلُ كُلُّ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ يَزِيْد مِنْ جَيْشِ بَنِي أُمَيَّةَ وَيَكْتِبُ عَلَى سِهَامِهِ صُولُ يَدْعُوْكُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ يَزِيْدَ بن عَبْد المَلِكِ فَاغْتَاظَ وَجَعَلَ يَقُوْلُ: وَيْلِي عَلَى ابنِ القَلْفَاءِ وَمَالَهُ وَالدُّعَاءِ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبيِّهِ وَلَعَلَّهُ لَا يَفْقَهُ صَلَاتَهُ وَكَانَ ابْنُهُ مُحَمَّد بن صُوْل مِنْ رِجَالِ الدَّوْلَةِ العَبَّاسِيَّةِ وَدُعَاتِهَا.
وَقَالَ قَوْمٌ ادَّعُوا أَنَّهُمْ عَرَبٌ وَأَنَّ العَبَّاسَ بن الأحْنَفِ الشَّاعِرَ خَالَهُمْ، وكَانَ مُحَمَّد بن صُوْلُ يُكَنَّى أَبَا عُمَارَةَ وَقَتَلهُ عَبْدُ اللَّهِ بن عَلِيّ لَمَّا خَالَفَ مَعْ مُقَاتِل بن حَكِيْمٍ.
وَأَمَّا إبْرَاهِيْم أَبُو العَبَّاس وَأَخُوْهُ عَبْدُ اللَّهِ فَإِنَّهُمَا كانا مِنْ وُجُوْهِ الكِتَابِ وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ أسَنّهُمَا وَأشَدّهُمَا تَقَدُّمًا وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ أَأْدَبَهُمَا وَأَحْسَنَهُمَا شِعْرًا وَكَانَ إبْرَاهِيْمُ وَعَبْدُ اللَّهِ أَخُوْهُ مِنْ صنَائِعِ ذِي الرِّئَاسَتَيْنِ اتَّصَلَا بِهِ فَرَفَعَ مِنْهمَا وَتَنَقَّلَ إبْرَاهِيْمُ فِي الأَعْمَالِ لِلحِيْلَةِ وَالدَّوَاوِيْنَ إِلَى أنْ مَاتَ وَهُوَ يَتَقَلَّدُ دِيْوَانَ الضِّيَاعِ وَالنَّفَقَاتِ بِسرَّ مَنْ رَأَى فِي سَنَةِ ثَلَاثَ وَأَرْبَعِيْنَ وَمِائَتَيْنِ فِي النِّصفِ مِنْ شَعْبَانَ.
كَانَ محمد بن عَبْدِ المَلِكِ بن الزَّيَّاتِ صدَاقَةٌ تُمَّ آذَاهُ وَقَصدَهُ وَصَارَتْ بَيْنَهمَا شَحْنَاءُ عَظِيْمَةٌ لَا يُمْكِنُ تَلَافِيْهَا فَكَانَ إبْرَاهِيْمُ يَهْجُوْهُ فَمِنْ ذَلِكَ قَوْلِهِ: أَبَا جَعْفَرٍ.
البَيْتَانِ. [من الطويل]
١٩٨ - أبَا جَعْفَرٍ دَعْنِي وَنَفْسَكَ فَارْعَهَا ... فَبِالرِّجْلِ مِنْهَا كُلُّ شَاةٍ تُعَلَّقُ
كُثَيِّرٌ: [من الطويل]
١٩٩ - أبَاحَتْ حِمًى لَمْ يَرْعَهُ النَّاسُ قَبْلَهَا ... وَحَلَّتْ دِيَارًا لَمْ يمُنْ قَبْلُ حَلَّتِ
وَمِنْ هَذَا البَابِ مَا كَتَبَهُ ابْنُ المُدَبِّرِ إِلَى أَخِيهِ وَهُوَ فِي الحَبْسِ:
١٩٩ - البيت في ديوان كثير: ٩٨.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute