ألَا رُبَّ ذُلٍّ سَاقَ للنَّفْسِ عِزَّةً ... وَيَا رُبَّ نَفْسٍ بِالتَّعَزُّزِ ذَلَّتِ
سَأصْبِرُ نَفْسِي إِنَّ فِي الصَّبْرِ عِزَّةً ... وَأرْضى بِدُنْيَايَ وَإِنْ هِيَ قَلَّتِ
وَمَا العِزُّ إِلَّا خِيْفَةُ اللَّهِ وَحْدَهُ ... فَمَنْ خَافَ مِنْهُ خَافَهُ مَا أظَلَّتِ
ابْنُ شَمسِ الخِلافَة: [من الطويل]
٩١٩٧ - صَبَرتُ عَلَى رَيْبِ الزَّمانِ وَلَم أَزَلْ ... عَلَيْهِ أَخَا صَبْر وَمثْليَ مَنْ صَبَرْ
قَبْلَهُ وَهُوَ أوَّلُ الأبْيَاتِ مَنْقُولٌ مِنْ خَطِّهِ:
أشَعْرُكِ أمْ لَيْل وَجْهَكِ أمْ قَمَرْ ... وَنَشْركِ أمْ مِسْكٌ وَثغركِ أمْ دُرَرْ
وَخَدُّكِ أمْ وَرْدٌ وَرِيْقُكِ أمْ طَلًا ... وَجِسْمُكِ أمْ مَاءٌ وَقَلْبُكِ أمْ حَجَرْ
شَكَكْنَا عَلَى عِلْمٍ وَمَنْ غَلَبَ الهَوَى ... عَلَى قَلْبهِ غَطَّى عَلَى السَّمْعِ وَالبَصَرْ
رَعَى اللَّهُ أيَّامَ الشَّبَابِ فَإنَّهَا ... رَوَاحِلُنَاَ كَانَتْ إِلَى اللَّهْوِ وَالأُشَرْ
يُدِيْمُ لنَا السَّرَاءَ شرْبُ مُدَامَةٍ ... إِذَا وَرَدَتْ صدْرًا وَفِيْهِ أَسًى صدرْ
عَجِبْتُ لَهَا نَارًا تُرَوِّي أُوَامَنَا ... وَنُلْحِقُهَا مَاءً فَتُنْتِجُهَا شَرَرْ
لِتِلْكَ أُهِيْنُ المَالَ طَوْرًا وَلِلنَّدَى ... وَمَا المَالُ إِلَّا مَا قَضيْتَ بِهِ الوَطَرْ
بِنَا عَدَمٌ فَاعلَمْ وَفِيْنَا سَمَاحَةٌ ... وَكَمْ عَدَمٍ غَطَّى عَلَى الجودِ فَاسْتَتَر
تَكَنَّفَنَا المَعْرُوفُ وَالدَّهْرُ فَاغْتَدَى ... بِأفْعَالِنَا طُولٌ وَأحْوَالِنَا قِصْرُ
فَمَنْ لامَنَا فِي الجودِ فَلْيلِمِ العُلا ... وَلَا لَامَنَا فِي الفَقرِ فَلْيَلُمِ القَدَرُ
صَبَرْتُ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ. البَيْتُ
[من الطويل]
٩١٩٨ - صَبَرتُ عَنِ اللَّذاتِ لَّما تَولَّتِ ... وَأَلزَمتُ نَفْسِي صَبْرَهَا فَاسْتَقَرَّتِ
قَالَ اسحق بنُ طَلْحَةَ: سَألْتُ الحُرْقَةَ بِنْتَ النُّعْمَانِ بن المُنْذِرِ بن مَاءِ السَّمَاءِ فَقُلْتُ: كَيْفَ صَبْرُكِ عَمَّا فَقَدْتِ مِنْ عَادَتَكِ؟ فَأنْشَدَتْ:
صَبَرتُ عَنِ اللَّذَّاتِ لَمَا تَوَلَّتِ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
٩١٩٨ - الأبيات في سر العالمين: ١/ ٣٦.