(كتب الله مقادير الخلائق): قال العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره، وليس أصل التقدير؛ فإن ذلك أزلي لا أول له.
قال أبو الحسن الأشعرى:
وأجمعوا على أنه تعالى قد قدَّر جميع أفعال الخلق وآجالهم وأرزاقهم قبل خلقه لهم، وأثبت في اللوح المحفوظ جميع ما هو كائن منهم إلى يوم يبعثون. (٢)
* وهذا الذى كتب فى اللوح المحفوظ يشتمل على كلمات الله الشرعية والكونية:
أ) أما الكلمات الشرعية:
فمنها التوراة بيمينه لموسى في الألواح، وأنزل على إبراهيم صحفاً وعلى موسى صحفاً، وكذلك القرآن فإنه مكتوب عنده في اللوح المحفوظ، كما قال سبحانه وتعالى في وصف القرآن:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج: ٢١ - ٢٢]، وقال تعالى (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ){الواقعة: ٧٧ - ٧٨}.
ب) وأما الكلمات الكونية:
وهى كل ما قدَّره الله -تعالى- من أقدار وأعمال وأخبار، كما قال تعالى {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب}(الحج: ٧٠)، وقال تعالى {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس: ١٢]
قال ابن كثير:
وكل شيء أحصيناه في إمام مبين أي وجميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ، والإمام المبين هاهنا هو أم الكتاب. (٣)
قال ابن قدامة:
لا يكون شيء إلا بإرادته، ولا يخرج شيء عن مشيئته، وليس في
(١) أخرجه مسلم (٢٦٥٣) (٢) رسالة إلى أهل الثغر (ص/٢٤٧) (٣) تفسير القرآن العظيم (٦/ ٥٦٨)